لم أكتب في السياسة منذ مدة ليست بقصيرة.. ربما – وأقول ربما – لأنها – حسب فهمي غير المتواضع – لا وجود للثوابت فيها غير أنها ليست ثابتة المبادئ.. عدو اليوم قد يصبح حليف الغد.. والعكس صحيح..!
ولا أزال مؤمن بأن العقل “شرق أوسطي” يرى الأمور من مناظير محدودة.. الدين والمجتمع ونظرة الغرب له.. وما عادا ذلك فهو مجرد “تهربيت” .. على حسب الموسم؛ فمثلا في محرم في كل عام تكون الأنظار على الشعائر الشيعية.. وفي موسم الحج على المعاملة السعودية.. ناهيك عن “حبة الوطنية” الفائضة في الأعياد الوطنية.. والعكس صحيح..!
كصحفي آلمني ما حل بالراحل “جمال خاشقجي”.. كونه سبقني في “مهنة البحث عن المتاعب” بعقود طويلة.. لكن كإنسان، الأمر أكثر من مجرد ألم عابر.. إنه احساس بعدم الأمان في مكان يفترض أن يكون الملاذ الآمن للجميع.. تخيّل أن تقتلك أمكَ بيدها لأنك تزوجت بخياراتك ولَم ترضخ الى “العقل الجمعي”…؟!
ومن مقتل “أبو صلاح” الى زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني لمسقط.. وتعامل الناس مع الموضوع.. وقائمة التخوين التي “غثتنا” بها مواقع التواصل الاجتماعي.. بين مؤيد لا يرى الجانب الاخر.. ومعارض لأنه يريد أن يقال عنه معارض.. وتمنيت أن يحرج صوت محايد ويحكي القصة ويحللها بشكل مختلف.. بعيدا عن (القص واللزق)..!
حسنا.. شخصياً إن قال السلطان قابوس “ولا الضالين”… رددت خلفه (آمين).. كناية عن الثقة التامة في نظرته للأشياء .. على الأقل في جانب السياسة الخارجية .. التي يشهد لها الجميع..!
ومن زيارة “بنيامين نتنياهو”.. إلى “متلازمة العيد الوطني” والتي كل عام تقسم هذا المجتمع الى “مطبل” و”معارض” – حسب توصيفات خبراء الوطنية العظماء – والتي تزيدني يقين أنها مناسبة مهمة.. توضح لي شخصيا كيف يرى الناس “الوطن” ذلك الوطن الذي يحتاج الى “مشاريع حقيقية” وليست على المقاييس التفاضلية..!
آخر المطاف
حتى الان لم أَجِد إجابة للسؤال الذي لا يزال في ذهني منذ ٢٥ عاماً.. “لماذا تستقطب المؤسسات الحكومية أسوأ الخبرات بأعلى الرواتب؟! بينما تستقطب الشركات الخاصة أفضلها بنفس المميزات…؟!”
فهد التميمي
نوفمبر ٢٠١٨